السبت، فبراير 21، 2009

رموز في حياتي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. النهردة يا سادة يا محترمين.. جي عشان أتكلم معاكم وأحكيلكم ذكرياتي عن ناس كان ليهم أكبر الأثر في حياتي. الناس دول عشت معاهم أيام هي الأساس في حياتي الوقتي. لذلك استحقوا إني أسميهم "رموز في حياتي"كل إنسان من الناس العظيمة دي هتكلم عنه بشكل من التفصيل وأوضح أثره البالغ في حياتي.
وأول إنسان أتكلم عنه في السلسلة دي هي: جدتي أم أبويا. ممكن كتير منكم يستغربوا. لكن الست دي بحق كان ليها أكبر الأثر في تنشئتي وتكوين شخصيتي برغم إنها كانت أمية لا تقرا ولا تكتب. عشان كدة أحب أولا أديكم فكرة عنها عشان تبقوا عندكم القدرة على تقييم اللي هأقوله عنها بعد كدة.جدتي:ترملت وهي في سن أقل من ال30 سنة.. وفاتلها جدي الله يرحمه أبوي كان عيل صغير ابن 4 أو 5 سنوات مش أكتر. ومع إن أهله كانوا ميسورين ماديا إلا أنها رفضت إنها تسيب ابنها الوحيد ليهم وتروح تشوف نفسها. اشتغلت عشان تربي ابنها الوحيد وكانت في الوقت ده أيضا من مرضى القلب.
فضلت الست العظيمة دي عيشة من أجل ابنها الوحيد لحد ما أكمل تعليمه الجامعي وأخد الشهادة الكِبيرِة -عقبال ما تشوفوا ولادكم يا رب- :d
وبرغم إنها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب إلا أنها كانت على جانب من الثقافة ما تلاقيهوش عند كتير من الجامعيين اليومين دول.فبرغم أميتها إلا إنها كانت محلل سياسي ينتمي للمدرسة الفطرية في التحليل السياسي: فكان عندها القدرة إنها تحكيلك: الفيت كونج عملوا إيه في الأمريكان في فيتنام مثلا.. والجيش المصري عمل إيه في حرب الاستنزاف. وغيره وغيره وإسرائيل والفلسطينيين عملوا إيه في بعض, وكانت برضه عندها القدرة على تلخيص نشرة الأخبار لو سألتها عن آخر الأخبار بكل دقة كأنك سمعت النشرة بنفسك. وكانت من المتابعين الجيدين للإذاعة المصرية -أيام كان فيه إذاعة مصرية ذات قيمة- وكان الراديو صديقها الصدوق من الساعة الرابعة فجرا لما تصحا لحد ما تدخل تنام. خلقت الصداقة دي عندها ثقافة دينية عالية لدرجة أنها بقت تعرف أصوات المقرئين ببساطة من مجرد كلمتين تسمعهم. الأغرب من كدة إنها كانت من متابعين برامج زي: قطوف الأدب من كلام العرب.. ولغتنا الجميلة.. :o
يمكن تستغربوا من الكلام ده لكن هي دي ببساطة الست اللي طلعت أبويا في البداية راجل مش "ابن أمه" بالمعنى المعروف. ودي برضه الست اللي بدأت حياتي على إيديها وبدأت أعرف منها كتير جدا من معايير الحياة.. وأظن النهردة كدة كفاية... والحلقة الجاية إن شاء الله نكمل بقيت الحكاية.

ليست هناك تعليقات: